تعد هيئة البيئة – أبو ظبي، التي تأسست عام 1996 م، منارة حكومية راسخة تلتزم بحماية جودة الهواء والمياه الجوفية وتعزيز التنوع الحيوي في البيئة الصحراوية والبحرية. ومن خلال عقد الشراكات مع سائر الجهات الحكومية الأخرى والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية ووكالات البيئة العالمية، تنتهج الهيئة أفضل الممارسات العالمية وممارسات الابتكار والعمل الجاد لوضع تدابير وسياسات فعّالة. وتسعى الهيئة جاهدة لرفع مستوى الوعي البيئي، وتسهيل مسيرة التنمية المستدامة، وضمان بقاء القضايا البيئية على رأس أولويات الأجندة الوطنية.

أشجار القرم في أبوظبي
تُغطي أشجار القرم في إمارة أبوظبي 176 كيلومترًا مربعًا على طول الساحل، وقد صُنّفت ضمن فئة "نظام إيكولوجي بحري مُهدد بالإنقراض"وفقًا للقائمة الحمراء الصادرة عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في أبوظبي (2020). وتتمتع هذه الأشجار بقدرة فريدة على التكيف مع الظروف القاسية للخليج العربي، وقدرة على الازدهار في مياهه الساحلية وتوفر متنفس طبيعي يبعث على الهدوء والراحة. علاوةً على ذلك، تلعب أشجار القرْم دورًا حيويًّا في امتصاص الكربون وحمايةِ السَّواحلِ بشكلٍ طبيعيٍّ، كما أنها بمثابة موائل للطيور المقيمة والمهاجرة وموائل حاضنة مهمة للعديد من أنواع الأسماك التجارية واللافقاريات.
يعود تاريخ إعادة تأهيل أشجار القرم في أبو ظبي إلى ما قبل سبعينيات القرن الماضي، مما يجعل الإمارة واحدة من رواد إعادة تأهيل هذه النظم الإيكولوجية القيّمة. وقد أولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، اهتمامًا شديدًا بالبيئة البحرية والساحلية، ودشّن إنشاء أول مزارع لأشجار القرم على طول سواحل جزر إمارة أبوظبي والبر الرئيسي لها. ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لمبادرة القرم – أبوظبي في ضمان تنفيذ جميع مشروعات استعادة النظام الإيكولوجي الساحلي المنفذة في أبو ظبي وفقًا لممارسات علمية سليمة لضمان تحقيقيها لفوائد بيئية على المدى الطويل وإمكانية الحفاظ على النّظم البيئية التي جرى استعادتها، وتحقيق زيادة صافية في التنوع الحيوي.